كوكب جديد أم مجرة خاصة- رحلة كاتبة بين الأرض والسماء
المؤلف: ريهام زامكه08.27.2025

دعوني أشرع أبواب هذا المقال على مصراعيها، لا ليدخل نسيم عليل، بل لتنطلق خواطري الوديعة في رحلة استكشافية حول بقاع الدنيا.
منذ بزوغ الفجر، وأنا أرزح تحت وطأة شعور مريب، تتأرجح بين فنجان قهوة فاترة لم أرتشفه بعد، و كومة أوراق تبعثر الفوضى على مساحة مكتبي المتواضع.
على الرغم من أنني استقبلت هذا اليوم بانزعاج بالغ جراء صوت المنبه، الذي تربطني به خصومة أزلية ضاربة في القدم.
إلا أنني، وعلى الرغم من كل ذلك، اتخذت قراراً بأن أكون كائناً إيجابياً خلاقاً، وأن أستهل يومي بحيوية ونشاط - وهذا لا يحدث في كثير من الأحيان.
الأهم من ذلك، أنني فتحت هاتفي الصامت وتصفحته قليلاً، وقرأت من الأخبار ما يثير التشاؤم في النفس، ومن الرسائل ما يبعث البهجة والسرور وما يثير الكآبة والحزن.
ثم وقع بصري "حفظه الله ورعاه" على خبر مفاده: بأن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد أعلنت عن اكتشاف كوكب لغز يضاهي "الأرض العملاقة" يُعرف باسم "TOI-1846 b"، ويرسل إشارات متكررة من بُعد شاسع يقدر بـ 154 سنة ضوئية.
وأفادت الوكالة بأن حجم هذا الكوكب يعادل ضعف حجم كوكبنا الأرض، بينما تبلغ كتلته أربعة أضعاف كتلة الأرض.
وكعادتي المعهودة، أول ما طالعت هذا الخبر، عقدت العزم على ترتيب حقائبي و"الهجرة" بعيداً، لأنني بصراحة ضقت ذرعاً بهذا الكوكب الأرضي.
وإذا كان الكوكب المستحدث يبعث بإشارات، فمن المرجح أنه سيرسل لنا إشارة تحذيرية قائلاً: "يا بني البشر، ابقوا بعيداً عني."
وبمناسبة الحديث عن الكواكب والأجرام السماوية، اسمحوا لي أن "أتباهى" عليكم قليلاً وأخبركم بأنني أمتلك "نجماً في السماء" مسجلاً باسمي، وقد وصلني "صك ملكيته" كهدية قيمة من إحدى الشركات العقارية الموقرة، وليتهم جعلوها على الأرض لنتفاوض في ثمنها، ولكن كما يقول المثل السائر: "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة."
وعلى العموم، استريحوا واهدأوا؛ فبين تقلبات أفكاري المضطربة ومزاجي المتقلب، قررت أن أبقى على كوكب الأرض، فلا توجد خطة للفرار في الوقت الراهن.
ثم من الذي قال إنني بحاجة ماسة إلى كوكب جديد؟ فأنا كل يوم أسافر في "مخيالي" بين كوكبي المريخ وزحل دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.
والحقيقة أنني أخشى أن أشد الرحال إلى هناك، فأجد نفس الوجوه الكالحة لبعض الأشخاص الذين لم أتحمل وجودهم على الأرض، حتى يلحقوا بي إلى هناك "فأتورط" بهم إلى الأبد.
وعلى أية حال؛ سأظل راسخاً في "محطتي"، أحتسي قهوتي بتمهل وتأنٍ، وأتجاهل العالم بأسره كما لو كنت أعيش في مجرة خاصة بي وحدي، ولا يدخلها إلا من يفهم لغة صمتي.
وسأستمر في الكتابة والتجوال داخلياً بين أفكاري المتناثرة، فالحياة على هذا الكوكب، على الرغم من سخافتها وعبثيتها، لا تزال تنطوي على بعض السعادة الخالصة، وقليل من الأمل المشرق، وبعض الأشخاص الذين يملؤون حياتنا بهجة وسرور.
وإلى أن تفتح أبواب المجرة، سأكتفي بفتح نوافذ قلبي لمن يستحق، ولمن يستحق فقط بكل جدارة واستحقاق.
وبالمناسبة؛ يكفيني أنني حتى الآن لم أنته من مشاويري الأرضية وقضاء حوائجي.
منذ بزوغ الفجر، وأنا أرزح تحت وطأة شعور مريب، تتأرجح بين فنجان قهوة فاترة لم أرتشفه بعد، و كومة أوراق تبعثر الفوضى على مساحة مكتبي المتواضع.
على الرغم من أنني استقبلت هذا اليوم بانزعاج بالغ جراء صوت المنبه، الذي تربطني به خصومة أزلية ضاربة في القدم.
إلا أنني، وعلى الرغم من كل ذلك، اتخذت قراراً بأن أكون كائناً إيجابياً خلاقاً، وأن أستهل يومي بحيوية ونشاط - وهذا لا يحدث في كثير من الأحيان.
الأهم من ذلك، أنني فتحت هاتفي الصامت وتصفحته قليلاً، وقرأت من الأخبار ما يثير التشاؤم في النفس، ومن الرسائل ما يبعث البهجة والسرور وما يثير الكآبة والحزن.
ثم وقع بصري "حفظه الله ورعاه" على خبر مفاده: بأن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد أعلنت عن اكتشاف كوكب لغز يضاهي "الأرض العملاقة" يُعرف باسم "TOI-1846 b"، ويرسل إشارات متكررة من بُعد شاسع يقدر بـ 154 سنة ضوئية.
وأفادت الوكالة بأن حجم هذا الكوكب يعادل ضعف حجم كوكبنا الأرض، بينما تبلغ كتلته أربعة أضعاف كتلة الأرض.
وكعادتي المعهودة، أول ما طالعت هذا الخبر، عقدت العزم على ترتيب حقائبي و"الهجرة" بعيداً، لأنني بصراحة ضقت ذرعاً بهذا الكوكب الأرضي.
وإذا كان الكوكب المستحدث يبعث بإشارات، فمن المرجح أنه سيرسل لنا إشارة تحذيرية قائلاً: "يا بني البشر، ابقوا بعيداً عني."
وبمناسبة الحديث عن الكواكب والأجرام السماوية، اسمحوا لي أن "أتباهى" عليكم قليلاً وأخبركم بأنني أمتلك "نجماً في السماء" مسجلاً باسمي، وقد وصلني "صك ملكيته" كهدية قيمة من إحدى الشركات العقارية الموقرة، وليتهم جعلوها على الأرض لنتفاوض في ثمنها، ولكن كما يقول المثل السائر: "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة."
وعلى العموم، استريحوا واهدأوا؛ فبين تقلبات أفكاري المضطربة ومزاجي المتقلب، قررت أن أبقى على كوكب الأرض، فلا توجد خطة للفرار في الوقت الراهن.
ثم من الذي قال إنني بحاجة ماسة إلى كوكب جديد؟ فأنا كل يوم أسافر في "مخيالي" بين كوكبي المريخ وزحل دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.
والحقيقة أنني أخشى أن أشد الرحال إلى هناك، فأجد نفس الوجوه الكالحة لبعض الأشخاص الذين لم أتحمل وجودهم على الأرض، حتى يلحقوا بي إلى هناك "فأتورط" بهم إلى الأبد.
وعلى أية حال؛ سأظل راسخاً في "محطتي"، أحتسي قهوتي بتمهل وتأنٍ، وأتجاهل العالم بأسره كما لو كنت أعيش في مجرة خاصة بي وحدي، ولا يدخلها إلا من يفهم لغة صمتي.
وسأستمر في الكتابة والتجوال داخلياً بين أفكاري المتناثرة، فالحياة على هذا الكوكب، على الرغم من سخافتها وعبثيتها، لا تزال تنطوي على بعض السعادة الخالصة، وقليل من الأمل المشرق، وبعض الأشخاص الذين يملؤون حياتنا بهجة وسرور.
وإلى أن تفتح أبواب المجرة، سأكتفي بفتح نوافذ قلبي لمن يستحق، ولمن يستحق فقط بكل جدارة واستحقاق.
وبالمناسبة؛ يكفيني أنني حتى الآن لم أنته من مشاويري الأرضية وقضاء حوائجي.